رأي في تعويم الدرهم

انا متأكد ان الوزراء ينتابهم أحيانا نوع من الغباء. .
ذات عام من تسعينات القرن الماضي تبنت حكومة عبد الرحمان اليوسفي خيار خوصصة المرافق العمومية وفي مقدمتها اتصالات المغرب. الغباء هنا أن وزير المالية آنذاك كان أستاذا في علم الاقتصاد وهو السيد فتح الله ولعلو، وكان على بينة بكل مضار الخوصصة على الاقتصاد المغربي. ومع ذلك لم يتردد لحظة واحدة في توقيع هذا القرار المشؤوم قرار الخوصصة. .
كما اقدمت حكومة الاشتراكيين في تلك الفترة على قرار خطير هو تخفيض الدرهم مما كان له من انعكاس على ارتفاع الأسعار. .نتيجة تضاعف أثمان الواردات.
وهاهي حكومة سعد الدين العثماني في غباء مذهل تقدم على تعويم الدرهم.. مع ما يمثل هذا التعويم من شعور بالعجز على مواجهة التنافسية الخارجية.. فالحكومة ظهرت عاجزة عن حل الأزمة الاقتصادية الخانقة ، لذلك فضلت أن تضع رأسها في الرمال حتى تمر العاصفة..
طبيعي أن تسقط حكومة حزب العدالة والتنمية في التخبط والارتجال لانها جاءت إلى السلطة دون برنامج ودون خطة عمل.. وليس لدى الحزب كفاءات في الاقتصاد.. حزب ليس له أطر علمية.. عنده فقط خطباء يجيدون الحذلقة والسفسطة والتهريج والتسابق لأقتسام كعكة الزبيب.. 
إن تعويم الدرهم قرار غبي لأنه لا يراعي الظرفية الصعبة للاقتصاد المغربي.. ولأنه يتناسى العجز التجاري المتزايد سنة بعد أخرى. . ولا يستجيب لشروط الاقلاع الاقتصادي.. وأخيرا لأنه يضرب بعرض الحائط المقاولات الناشئة والصغرى..مما سيشكل كارثة على الصناعة..
وأخيرا تعويم الدرهم لا يستقيم مع تضخم حجم المديونية الخارجية..